أنا زوجي عمره (30) سنة، وعندي بنت، وأنا الآن حامل بطفلي الثاني،
ولنا (5) سنوات منذ زواجنا، ولكن عندى مشكلة وهى أن زوجي بين فترة وأخرى يرتكب
المحرمات خارج المنزل، ولا أعرف كيف أعالج الأمر؟
طبعا ليس بشكل يومي، ولكن بين فترة وأخرى، وهذا حتى قبل أن أحمل بطفلي وهو كذلك،
نصحته وقال لي لا يخصك الأمر، خوفته بالله، وقال: ربي الذي يحاسبني وليس أنت،
فماذا أفعل؟
فأنا في همّ لا يعلم به إلا الله، وجزاكم الله خيراً.
بسم
الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أيتها الفاضلة: أود قبل الإجابة على تساؤلك أن أذكرك بأن الإنسان في الحياة فيه
خير وفيه شر، والصالح من غلب خيره شره، ولا شك أن لزوجك بعض الصفات الطيبة
والصالحة، والتي لا تجعلك تفقدين الأمل في علاجه، كما لا يجعلك تنظرين إليه من
خلال معصيته، فيتغلب عليك شره وتنسين فضله وخيره.
أمر آخر أتمناه منك أختي الفاضلة، على المرأة المسلمة أن تستر على زوجها وألا تخبر
أحداً بذلك ولو من أهلها أو من أهله، ولو فعلت وأخبرت أحداً مباشرة فأخبريه أن
زوجك والحمد لله قد أقلع، وحافظي على الصورة الجيدة والانطباع الحسن عند الجميع عن
زوجك، ثم هناك بعض الإرشادات التي أسأل الله أن ينفعك وزوجك بها:
أولاً: يجب أن تجعلي هدفك الرئيس في الحياة إصلاح زوجك، وأن تبحثي عن الطرق
المفيدة التي تجعله لا ينظر إلى ما حرم الله، وافعلي هذا بهدوء وروية.
ثانياً: في لحظة صفاء خذي منه وعداً ألا يفعل ذلك مرة اخرى، وأخبريه أنك تثقين في
وعده، ولا تسقطيه أمام عينك، ولا تشعريه بذلك، ولا تحدثيه في الأمر مرة أخرى، حتى
ولو نكث عهده لا تظهري له أنك قد فهمت ذلك، بل حافظي على أن يكون الأمر مستتراً
عنك، فالعودة إلى كسب الثقة والمثالية نريد عودتها له حتى نجنبه المكابرة على فعل
الحرام، والحفاظ على عدم الجرأة من مشاهدة هذا بعلانية أمر مفيد ويساعد على الحل.
ثالثاً: ساعديه على تقوية إيمانه واستخدمي عقلك في معرفة من يحبهم زوجك من
الصالحين ومن الدعاة ومن الأهل، واعملي على تقوية العلاقة بينهم.
رابعاً: اجتهدي أن تملئي عليه وقته حبا ودلالا وأنوثة ظاهرة له في إطار سعادة
غامرة يشعر بها، وكيف أنه كان محروماً منها، على أن تتغزلي فيه وأن تخبريه بمدى
سعادتك به زوجاً.
خامساً: امدحي كل خير فيه، وبخاصة صلاحه وتقواه، وكلما أقدم على عمل خير وإن صغر
كبريه له وعظميه.
سادساً: اجتهدي أن لا تنامي قبله وألا تدعيه وحده، ولكن بود لا يشعر بأنك تراقبينه
أو حارسة عليه، فهذا ربما يعود به إلى المكابرة التي لا نريدها.
سابعاً: اجعلي من الحاسوب معينا على الصلاح كجعل البداية آية قرآنية، وهناك بعض
البرامج التي تذكر العبد كل فترة بآية أو حديث أو ذكر لا بأس من وضعها على
الحاسوب.
ثامناً: كوني أمامه قدوة له خوفك من الله وحرصك على طاعته وسعادتك بذلك .
تاسعاً: أكثري من الدعاء له ولا تفقدي الأمل أو يضعف الصبر عندك، فكم من أناس
ابتلوا بأشد وأقسى مما ابتلي به زوجك والله صرفه عنهم.
وأخيراً نسأل الله أن يزيل ما علق في قلب زوجك، وأن ييسر لكما الخير، وأن يصلح
أحوالكم أجمعين.
والله الموفق.
[/right]