انتابت حالة من الغضب والاستياء الفلاحين في قرى محافظة الغربية بعد
انتشار مرض الحمى القلاعية فى العديد من قرى المحافظة بصورة كبيرة أدت
لنفوق أكثرمن 3 آلاف
رأس ماشية فى قرية (إبشواى الملق) التابعة لمركز قطورخلال 72ساعة بالاضافة
لأكثر من 100 بقريتى كفر سالم النحال، وميت غزال التابعتين لمركز السنطة
مما يعد كارثة حقيقية تمثلت فى القضاء على الثروة الحيوانية فى معظم قرى
المحافظة فى ظل تجاهل المسئولين وتقليلهم من حجم الكارثة الذين أكدوا أن
المواشى النافقة لاتتجاوز العشرات بالاضافة لإلقاء التهم على الفلاحين
بأنهم هم السبب فى تلك الكارثة نتيجة إهمالهم فى تحصين مواشيهم من مرض
الحمى القلاعية، الاهالى يؤكدون أن التطعيم الاخيرالذى تم فى فبراير الماضى
من قبل مديرية الطب البيطرى هو سبب من جلب الوباء للحيوانات، ويؤكد
الاطباء البيطريون أن انتشار الفيروسات التى تسبب الحمى القلاعية سببه
الرئيسى عدم الرقابة من المسئولين ووجود توعية من قبل وزارة الزراعة فلا
توجد عندنا ثروة حيوانية، ولا توجد تقنية وإستراتيجية لتربية الماشية فى
مصر.
ويشير الاطباء البشريون إلي أن مرض الحمى القلاعية يصيب الإنسان عند
تناوله حليباً ملوثاً بالمرض أو عند احتكاكه مع الحيوانات المصابة ومن
أعراضه ارتفاع درجة الحرارة والقىء.
ومع هذا كله قام تجار اللحوم والجزارين باستغلال تلك الكارثة وباعوا لحوم المواشى النافقة على أنها لحوم طازجة.
يقول أحمد ابراهيم غيث، من قرية إبشواى الملق إن بداية المرض ظهر بمزارع
القرية منذ أكثر من 20 إلي بعد 35 يوما من التحصين الذى قامت به مديرية
الطب البيطرى مؤكدا أن التطعيمات فاسدة وهى سبب المرض حيث يوجد عندى 7 رؤوس
عجلات عشار لم أقم بتحصينها وحتي هذه اللحظة لم يظهر عليها المرض، موضحا
أن الفلاحين يقومون بالتطعيم في المواعيد المقررة وقد تأكدنا ان التطعيم
الاخير كان فاسدا مماتسبب في القضاء علي هذه الثروة ، وقد قمنا بعمل محضر
اثبات حالة وأخذ الدكتورمصطفي الشيخ مديرالوحدة البيطرية بالقرية صورة منه
وارسله للمسئولين بمديرية الطب البيطري بطنطا ولم يحرك اي مسئول ساكنا تجاه
هذه الكارثة.
وقال أحمد ربيع - صاحب مزرعة مواشي - إن نفوق الماشية أتى على أهالي
القرية جميعا بالخراب حيث يظهر المرض بداية باحمرار في الثدي بالنسبة
للمواشي الحلابة ثم سرعان مايظهر تشققات فى أطراف الثدى مما يجعلنا
لانستطيع حلبها ولايستطيع صغيرها أن يرضع ثديها ويستمر الحال الي ان ينسد
مجري اللبن ولايستطيع احد الاقتراب منها ولايمر علي هذا الحال اكثر من
24ساعة تنتهي بنفوقها، فالمرض قضي علي معظم المواشى بالقرية لدرجة ان
المزارع اصبحت خرابا ولانعرف ماذا نفعل؟.
وأشار هشام عبد المنعم - صاحب مزرعة - أننا توجهنا للمسئولين فلم نجد غير
التسويف الامر الذى جعل الاهالى تقوم بقطع شريط السكك الحديد، مما جعل
المسئولين يقومون بالتوجه للقرية والتحدث مع الاهالى بهدف إقناعهم بفض
تجمهرهم والسماح للقطارات بالمرور وأن العلاج سيصل للقرية يأتى به رئيس
مركزومدينة قطور الذى جاء بالفعل فى المساء وهو الوقت الذى يتم حلب المواشى
مما يصعب فيه إعطاء العلاج فقمنا بإبلاغه بأن نأخذ العلاج ونعطيه للمواشى
فى الصباح فرض وغادر القرية ولم يعد مرة أخرى.
وأضاف الدكتور على النجار - مدرس بكلية الشريعة والقانون جامعة
الازهرومسئول اللجنة الشعبية بالقرية - أن القرية تعتمد اعتمادا رئيسيا على
الثروة الحيوانية فهى المصدر الرئيسى لهم وتعتبر القرية من أكبر قرى مصر
فى تربية المواشى.
وأضاف أن معظم أهل القرية استوردوا رؤوس مواشى عشار من المانيا عن طريق
الجمعية العامة للثروة الحيوانية بالقاهرة ورئيس مجلس الادارة «أمين والى»
ابن شقيق يوسف والى وزير الزراعة الاسبق، وهذه السلالة هى سبب الوباء الذى
تشهده الآن.
وقد قمنا بتشكيل لجنة شعبية من عائلات القرية لنقوم بحل هذه المشكلة حيث
توجهنا للمستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية ووعدنا بصرف 300 ألف جنيه
لدعم علاج المواشى المصابة بالقرية ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم صرف العلاج.
وأوضح أن هناك تعتيما من مسئولى الطب البيطرى عن حالات النفوق بالقرية.
مطالبا بمحاسبة المسئولين عن التحصين الفاسد وتأخيرمواعيد التحصين
بالاضافة لصرف تعويضات للمربين عن جميع حالات النفوق والتى وصلت لأكثر من 3
آلاف حالة، وإعفاء المربين من فوائد القروض التى أهدرت معظمها فى تربية
المواشى والتى نفقت.
ويقول سعيد محمد – من أهالى قرية كفرسالم النحال مركز السنطة - إن الكارثة
بدأت بالقرية منذ أكثر من 25 يوما عقب ان تلقت المواشي التطعيم الذى أدى
إلى نفوقها جميعا ونظل ننتقل بين المحافظ والطب البيطري الذين لم يأخذوا أي
قرار بل تركونا نخرج كل يوم أكثر من 150 حالة نافقة لنلقى بها على
المصارف.
ويضيف أن طبيب الوحدة البيطرية يخصص الأدوية للمزرعة الخاصة به ويترك
الفلاحين لتنفق مواشيهم التى هى من أهم المصادرالتى يعتمدون عليها فى دخلهم
سواء فى بيع اللبن أو اللحوم فهى المصدر الرئيسى للمعيشة بالنسبة للفلاح.
ويشيرخالد مراد إلي أن القرية تتعرض لكارثة بيئية قد تتسبب فى انتشار
الأمراض والأوبئة بعد أن قام الفلاحون برمى المواشى بالمصارف والطرقات التى
امتلأت بالمئات من رؤوس المواشى النافقة الكبيرة والصغيرة وقيام الكلاب
الضالة والطيور الجارحة بنهش هذه الحيوانات مما يعرضنا لتفشى الوباء بين
البشر والحيوانات.
وطالب بسيونى الخياط - صاحب مزرعة- بالتخلص الآمن من نفايات المواشى
النافقة لعدم إنتشارالامراض وسرعة تطهير المكان الذى توجد فيه الحيوانات
النافقة لعدم انتشار الوباء وانتقاله للبشرمؤكدا أن هناك أشخاصا يأتون
للقرية ليلا ويأخذون الحيوانات النافقة سواء الملقاة على مصرف القرية أو
الموجودة عند الاهالى والقيام بذبحها وبيعها على كونها لحوما طازجة.
وأوضح حسين عنتر- جزار وصاحب مزرعة - من قرية العزيزية مركز سمنود ان هذا
المرض اللعين يصيب الماشية اولا في اطرافها بدءا من الاقدام بحيث لا تستطيع
ان تقوم او تتحرك ثم يصيب الفم علي هيئة احمرار ثم (ريالة) ولاتستطيع
الاكل الي ان تنتهي حياتها في اقل وقت.
مضيفا أن هناك عددا من الجزارين يقومون بمقابلة أصحاب المواشى ويشترون
منهم المواشى النافقة والمصابة بأسعار زهيدة ثم يتم بيعها للمواطنين على
أنها لحوم طازجة مثلما يحدث فى قرية كفر كلاالباب مركز السنطة وأبشواى
الملق مركز قطور.
قال الدكتوربهاء الششتاوى - طبيب بيطرى - إن الحمى القلاعية من الأمراض
الوبائية شديدة السريان ومصنفة طبقا لمنظمة الأوبئة الدولية ضمن القائمة
الأولى ذات الخطر الشديد على الثروة الحيوانية ومن أخطر الأمراض المعدية
للحيوانات وتنتشر بسرعة فائقة وتنتقل عبر الرذاذ من حيوان لآخر عن طريق
الأشخاص أو العلف أو عن طريق الرياح التى يمكنها أن تنقل العدوى لمسافات
كبيرة.
وهناك نوعان من الفيروسات يسببان الحمى القلاعية (العترة O ) و(العترة E) ويوجد فيروس ثالث لم يكتشف حتى الآن.
ويؤكد الدكتور سعيد المنشاوى – طبيب بيطرى – أن الحمى القلاعية فيروس لا
يعالج ولكن يحصن وتظهرالحمى القلاعية على شكل سيلان أنفى يحدث نتيجة
استنشاق رذاذ المرض ويتكاثر فى الأنف ثم ينتقل إلى مجرى الدم وقد تصل
الإصابة لعضلة قلب الحيوان التى تؤدى للوفاة. لافتا إلى أن نسبة المرض قد
تصل إلى 100% فى القطيع، بينما تصل نسبة النفوق إلى 5% عند الحيوانات
البالغة.
مشددا على سرعة اتخاذ إجراءات وقائية وفرض مناطق حجرية على المناطق
الموبوءة على أن يتم التلقيح دوريا للأبقار بجرعتين بفاصل 3 – 6 أسابيع
ومراقبة مستمرة لبرامج التحصين ضد المرض على أن تكون اللقاحات المستخدمة
معتمدة من مكتب الأوبئة الدولية.
وفى نفس السياق أكد الدكتور ابراهيم عبده أستاذ الرقابة البيطرية وصحة
الغذاء بجامعة كفرالشيخ أن الحمى القلاعية متوطنة منذ فترة كبيرة فى مصر
وينتشر ظهورها فى فصل الشتاء بسبب عدم الرقابة من المسئولين وعدم وجود
تربية سليمة للمواشى ووجود توعية من قبل وزارة الزراعة للفلاح فلا توجد
تقنية ودراسة جيدة لتربية الماشية فى مصر.
موضحا أن مصر لابد أن يكون لديها استراتيجية معمول بها فى مكافحة الأوبئة
والأمراض التى تصيب الماشية والقضاء عليها فى مهدها، وأن يكون هناك خطة
لمنح أمصال وقائية قبل حدوث الإصابة حتى نتجنب كوارث تلك الأوبئة الفتاكة
التى قد تنتشر وتدمر الثروة الحيوانية.
الدكتور أحمد صلاح - طبيب بشرى - يؤكد أن الإنسان يصاب بمرض الحمى
القلاعية عند تناوله حليباً ملوثاً بالمرض أوعند احتكاكه مع الحيوانات
المصابة.
ولا تزيد فترة حضانة المرض علي 20 يوماً ثم تبدأ الأعراض تظهر (ارتفاع في
درجة الحرارة وضعف عام وأوجاع في الرأس والظهر) وسرعان ماتظهر حويصلات يبلغ
حجمها حجم حبة العدس على الغشاء المخاطي للفم والبلعوم واللسان والشفاه
وبين أصابع القدم واليدين ، هذه الحويصلات لا تلبث أن تنفجر مخلفة وراءها
تقرحات تشفى خلال أسبوعين وأحياناً تتشكل من هذه التقرحات ندبات نتيجة
الإصابة بالمهاجمات الجرثومية الثانوية.
كما يمكن أن تظهر على الإنسان نتيجة الإصابة أعراض عامة مثل (دوخة وقيء وإسهال وتشنجات معدية واضطرابات في الدورة الدموية).
ومن ناحية أخرى قرر المستشار محمد عبد القادر محافظ الغربية تشكيل 12 لجنة
من أجل العمل على تحصين كافة الحيوانات ضد مرض الحمى القلاعية الذي حاصر
الماشية وأدي إلي نفوق كمية كبيرة وصرف مبلغ 300 ألف جنيه لصالح مديرية
الطب الوقائى لشراء أدوية لعلاج الحمى القلاعية.
وأكد الدكتور وفيق نجم، وكيل الوزارة لقطاع الطب البيطري بالغربية، أنه تم
فرض حالة طوارئ بالطب البيطري على مستوى المحافظة بعد أن جاءت نتائج
العينات التى تم أخذها من المواشي إيجابية وأثبتت وجود المرض بالفعل موضحا
بدء العلاج للحيوانات المصابة وتحصينها من خلال عيادات متنقلة بالقرى
مؤكداً أن مرض الحمي القلاعية لم يظهر في قري الغربية فقط بل علي مستوي
الجمهورية وهناك استعدادات مكثفة للقضاء عليه متهما الاهالى بأنهم السبب
نتيجة إهمالهم فى تحصين مواشيهم.
كما أكد حسين نافع رئيس مركز ومدينة قطور أنه يتم حالياً حصر عدد الماشية النافقة تمهيداً لصرف التعويضات اللازمة لأصحابها.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية
الوفد - «الحمي القلاعية» تواصل حصد المواشي في المحافظات