كتب ـ محمود غريب ونهى لملوم وآلاء الله أحمد |
17-02-2012 21:24 أثار
طرح اسم الدكتور نبيل العربى، أمين عام الجامعة العربية، كمرشح توافقى،
تباينا في الآراء بين القوى الليبرالية التى رحب البعض بترشحه باعتباره
المرشح التوافقى الذى يبحث عنه الجميع كى تلتف حوله القوى السياسية، فى حين
رأى البعض أن الوقت مبكرا لإعلانهم اسم المرشح الذى سيدعمونه.
وقال
جورج إسحاق، ووكيل مؤسسى حزب مصر الحرية، إن طرح العربى كمرشح للرئاسة
إضافة كبيرة فى سباق الرئاسة، فهو كشخصية لا خلاف عليها يتفق عليها
الكثيرون، نظرا لتاريخه الكبير الذى يجعله شخصية بارزة يتوقع لها أن تنافس
وبقوة فى سجال الانتخابات الرئاسية القادمة.
لكنه قال إن حزبه لم
يحدد بعد اسم المرشح الذى سيدعمه، مؤكدا أن سباق الرئاسة سيشهد طرح أكثر من
اسم سيتنافسون، وفى النهاية، القوى السياسية وحدها هى من ستحدد من سيكون
مرشحها التوافقى.
فيما رحب الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع،
بترشح العربى للرئاسة، إذا تقدم بأوراق ترشحه رسميًا، وهو ما يعنى استقالته
من منصبه كأمين عام لجامعة الدول العربية، لكنه قال إن الوقت مبكر لاختيار
مرشح لدعمه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وأضاف السعيد: "هناك
مرشحون آخرون لم يظهروا بعد، وعلينا التمهل حتى يكتمل المشهد". وتابع: "لكى
نقول منْ؟ لابد من معرفة الأسماء النهائية المتقدمة"، مضيفا: "نحن فى
(التجمع) أو (الكتلة المصرية) أو القوى الليبرالية ننظر إلى برنامج
المرشحين جميعًا ورؤيتهم لمستقبل البلد وكيفية النظر إلى القضايا المهمة
والشائكة".
وقال عبد الجليل مصطفى، رئيس الجمعية الوطنية للتغيير،
إن الدكتور نبيل العربى دبلوماسى يكن له الجميع الاحترام والجدية وأثبت
خلال الفترة السابقة أنه رجل دولة على مستوى مشرف. إلا أنه أشار إلى أن
الرئيس التوافقى ليس ما تريده القوى الليبرالية، بل هو ما تريده القوى
الإسلامية والمجلس العسكرى.
وتأكيدًا لما نشرته "المصريون"، أكد
القيادى الإخوانى صبحى صالح، أن نبيل العربى أحد الأسماء البارزة التى
ستلاقى قبولا كبيرا فى الفترة القادمة، فهو شخصية لا جدال عليها، وإضافة
كبيرة بكل تأكيد لسباق الانتخابات الرئاسية.
وأضاف: "إلا أن قرار
دعمه كمرشح توافقى يحتاج إلى قرار من داخل الجماعة ككل"، مؤكدا أن جماعة
الإخوان لم تحدد بعد دعمها له أو لغيره من المرشحين.
من جانبه، رفض
بلال دياب، المنسق الإعلامى للجبهة الحرة للتغيير السلمى، ترشح العربى
للانتخابات الرئاسية، مبررا ذلك بموقفه تجاه سوريا وموقفه من لجنة المراقبة
العربية، وأنه ساعد على مزيد من الدماء فى البلد العربى، معبرا عن اعتقاده
فى أنه شريك فى ما يحدث فى سوريا، هذا فضلا عن أنه محسوب على النظام
القديم.
في رد فعل على ما بدا اتجاه الإسلاميين بقيادة حزب "الحرية
والعدالة" على اختيار الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول
العربية كمرشح "توافقي" في انتخابات رئاسة الجمهورية، قال مرشحون رئاسيون
محتملون، إن دعم الإسلاميين لأى مرشح واتفاقهم حوله لن يحسم المعركة
الانتخابية، مشددين على رفضهم لفكرة الصفقات مع المرشحين باعتبارها الطريق
لقتل الديمقراطية، مشيرين إلى أن وسائل الإعلام هى التى قد تؤثر فعليًا على
إرادة الناخبين نحو المرشح الإسلامى.
ورأى الدكتور محمد سليم
العوا، المرشح المحتمل، أن دعم الإسلاميين لمرشح رئاسى لن يحسم المعركة
الانتخابية، لكنه سيزيد فرص المرشح فى الفوز، لافتًا إلى أن الإخوان لن
يكونوا العنصر الحاسم، لكنه الأقوى والمساعد للمرشح الذى سيدعمونه. وقال:
إنّ هناك قوى سياسية أخرى سوف يكون لها تأثير كبير فى العملية الانتخابية،
ومن الطبيعى أن يكون لها مرشح تدعمه فى الانتخابات الرئاسية يتفق مع
تطلعاتها لبناء الوطن.
الأمر نفسه أكده الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح
المرشح الرئاسى، معتبرًا أن دعم الإسلاميين لن يقوى فرص المرشح، كما عبر
عن رفضه أصلاً لفكرة تصنيف الإسلام السياسى.
بينما رأى حمدين صباحى
المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن هناك فارقًا بين دعم الإسلاميين لمرشح
رئاسى وفرضهم الوصاية على الناس لاختيار من يدعمون، مشيرًا إلى أنه أن
أعداد الأحزاب الإسلامية ليست بالعدد المهول الذى يحسم معركة انتخابية،
وهناك قوى وأحزاب أخرى، فضلاً عن القوى الصامتة، وهم يمثلون مساحة عريضة من
عدد أصوات الناخبين ولا يجوز التقليل منهم.
وأشار صباحى إلى أن
وسائل الإعلام والصحافة هى من ستؤثر على الناخبين على اعتبار أنها ستروج
للمرشح المدعوم من الإسلاميين باعتبار أنه سيكون الناجح، وهو ما يؤثر
نفسيًا على المرشحين أولاً ثم الناخبين، وقال: إن هناك شريحة عريضة من
الناخبين فى الانتخابات البرلمانية صوتوا للإسلاميين تحت دعوى "أنهم كدا
كدا ناجحين"، وهو ما يتناقض مع الديمقراطية وحرية الرأى، داعين وسائل
الإعلام والصحف الحيادة إلى تناول الانتخابات الرئاسية.
من جهته،
استبعد السفير عبدالله الأشعل، المرشح المحتمل للرئاسة، أن يكون اتفاق
الأحزاب الإسلامية على مرشح سوف يحسم المعركة الانتخابية، وذلك لأن المجتمع
كله لا ينحسر فى الإسلاميين خاصةً أنهم لا يخوضون الانتخابات بمرشح خاص
بهم وإنما سيكون مدعومًا فقط.
واعتبر الأشعل، أن الديمقراطية أهم من
اختيار رئيس للجمهورية لأن الديمقراطية تعنى ممارسات وثقافة وعقلية تضع
مصر على الطريق الصحيح، مشيرًا إلى أنّ الصفقات أكثر الطرق لقتل
الديمقراطية.
وقال الأشعل: أنصح أن يترك المواطن حرًا يختار
ما يشاء، لأننا نتحدث عن بناء مصر وليس رئيس مصر فنحن نبنى نظامًا
ديمقراطيًا، لابد أن يتشبع المواطن بروح الديمقراطية، مشيرًا إلى أنه لو
اختار السلفى سلفيًا والمسيحى مسيحيًا دون النظر إلى البرامج والمعايير
التى يتقدم على أساسها المرشح فسنكون قد صادرنا على الديمقراطية.